فإنهم مني انا منهم الأسبوع الدعوي للتكافل الإجتماعي - العروة الوثقي طريقك الي العلياء

Breaking

العروة الوثقي طريقك الي العلياء

العروة الوثقي طريقك الي العلياء // الموقع الرسمي للداعية الشيخ : صلاح محروس زعرب

بالصوت والصورة

Post Top Ad

Post Top Ad

الثلاثاء، 20 مايو 2014

فإنهم مني انا منهم الأسبوع الدعوي للتكافل الإجتماعي


بسم الله الرحمن الرحيم
فإنهم مني وأنا منهم
الداعية صلاح زعرب
 

التكافل الإجتماعي

حديثنا لهذه الليلة مع حضراتكم مع أمر عظيم من امور الاسلام , أمر حث عليه سبحانه في كتابه – وأرشدنا إليه رسولنا الكريم – صلي الله عليه وسلم – في الكثير من أقواله وأفعاله , إنه مبدأ التكافل الاجتماعي , مبدأ تكاتف المسلمين بعضهم مع بعض , مبدأتفقد المسلمين بعضهم لبعض , ولقد أمرنا الله سبحانه في الكثير من آياته بهذا المبدأ العظيم ,مبدأالتكافل الاجتماعي.

وقال سبحانه " لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰوَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ " ( البقرة 177)

بل وقد حث نبينا صلي الله عليه وسلم علي التكافل وكان أول العاملين به فهو القائل فيما رواه مسلم عن جابر رضي اله عنه " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ، ومَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيَاعًا فَإِلَيَّ وعَلِيّ.

وقد قال رسول الله – صلي الله عليه وسلم – ( لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) هذه النصوص صريحة وواضحة تخاطب أصحاب الأموال وتذكرهم ان لهم إخوة لهم في الدين والعقيدة يحتاجون الي العون والمساعدة والأخذ بأيديهم .بل وقد أرشد النبي – صلي الله عليه وسلم – ألي هذا المبدأ ,مبينا لمكانته عند الله فقد اخرج مسلم في صحيحه وابي داوود في سننه واحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري أن النبي – صلي الله عليه وسلم قال : (عن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء رجلٌ على راحلة له قال : فجعل يصرف بصره يميناً وشمالاً فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من كان معه فضلُ ظَهرٍ فليعد به على من لا ظَهر له ، ومن كان له فضلٌ من زاد فليعد به على من لا زاد له ) قال : فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل.



حديثٌ جليل القدر ، عظيم النفع ، على بساطة ألفاظه ، ووجازة عباراته ، وقلة جُمَله ، تدبرت معانيه فوجدت أنه قد حوى من المعانى البليغة والحكم الرشيدة ما يعجز عقلى عن الإحاطة بها ، ونزّلت هذا الحديث على واقع الناس فوجدت أنه حقاً من أحاديث الإعجاز التشريعى.



وسألت نفسى : ترى ماذا يكون حال المرء وحال المجتمع بل لا أخطئ إن قلت : وحال الكرة الأرضية كلها لو أن الناس جميعاً عملوا بهذا الحديث ولم يخالفوه.



ولا يعجل أحدٌ عليّ ولا يصفنى بالمبالغة أو التهويل عندما يقرأ كلماتى هذه. ذلك أنها كلمات تخرج من قلب صادق ، وعلامة صدقه أن صاحبه – كاتب هذه الكلمات – قد عرضت له أحداث توافقت مع مفردات وعبارات هذا الحديث الشريف.

ففي هذا الحديث الحث علي الصدقة والجود والمواساة . بل يقول النبي – صلي الله عليه وسلم (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَشْتُمُهُ ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

فهذا حث علي ان يقف المسلم بجانب أخيه إذا أحتاج إليه وله في ذلك الاجر العظيم عند الله في الدنيا والأخرة .

وقد قال الله تعالي ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) 0( المائدة 2 )

واليوم نجد انفسنا في أمس الحاجة إلي التكافل الإجتماعي وإلي التعاون والمساعدة و خاصة ونحن نعيش حصارا حقيقيا محكما .

لكن ما هو المطلوب منا الآن في ظل هذه الظروف والأوقات الصعبة وكيف تكرس الجهود جميعا من أجل أن نتعاون من أجل أن نتكاثف من اجل أن نتآلف بعضنا بعضا

لذلك حث الإسلام في القرآن والسنة علي وحدة الصف وجمع الكلمة وذلك من خلال تماسك صفوف الأمة واجتماعها علي كلمة سواء ومن ذلك مد يد العون والمساعدة لهم خاصة في ايام الشدائد والمحن والازمات والتي نحن بصددها اليوم في قطاع غزة

فعن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إني مجهود . فأرسل إلى بعض نسائه فقالت : والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء ، ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك ، وقلن كلهن مثل ذلك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من يضيفه يرحمه الله . فقام رجل من الأنصار - يقال له أبو طلحة - فقال : أنا يا رسول الله ، فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته : هل عندك شيء ؟ قالت : لا إلا قوت صبياني . قال : فعلليهم بشيء ونوميهم فإذا دخل ضيفنا فأريه أنا نأكل فإذا أهوى بيده ليأكل فقومي إلى السراج كي تصلحيه فأطفئيه ففعلت ، فقعدوا وأكل الضيف ، وباتا طاويين ، فلما أصبح غدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد عجب الله أو ضحك الله من فلان وفلانة .

وعَنْ جَابِرٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ , وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ , وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ "

فقد إستدلت خديجة رضي الله عنها علي ان ما حصل لرسول الله صلي الله في غار حراء لا يمكن ان يكون شرا له فقالت وهي تصف صفاته بأبي وأمي هو عليه الصلاة والسلام (فقالت له كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق )

فكم هو جميل أن تدخل السرور إلي قلب المحتاجين والفقراء وإغاثة الضعفاء فكم في مجتمعنا من أولئك الناس الذين لا يسألون الناس شيئا ولا يمدون أيدهم تعففا وحياء فحري بنا وبأمثال هؤلاء أن نبحث عنهم وان نتفقدهم وان نكفيهم ذل السؤال

فعن عن أبي سعيد الخدري قال بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له قال فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له قال فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل



في هذا الحديث الحث على الصدقة والجود والمواساة والإحسان إلى الرفقة والأصحاب ، والاعتناء بمصالح الأصحاب

بل إن نصرة الضعفاء والفقراء فهي من شيم الانبياء وداب الصالحين ومن كفالة اليتيم والنفقة عليه فقد جاء في الحديث عن سهل بن سعد قال (عَنْ سَهْلٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا " .

كذلك السعي علي الارملة والمسكين فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر)

ومن حكمة الله أن جعل بعض الناس اغنياء والبعض الاخر فقراء وذلك لساعد الناس بعضهم بعضا خاصة في أمور معاشهم ومعاونتهم علي شدائد الدنيا ومواساتهم فيها

وهذا هو فهوم توجيه النبي – صلي الله عليه وسلم حين بعث معاذا وابا موسي غالي اليمن فقال " سعيد بن أبي بردة قال سمعت أبي قال

بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن جبل ومعاذ القمة اليمن فقال (يسرا ولا تعسرا ولا تنفرا وبشرا وتطاوعا)

وتلك الوصية النبوية لتؤصل عند جمبع المسلمين دور التكافل الإجتماعي ولا بد من معرفة ان التكافل الأجتماعي في الإسلام ليس مقصورا علي النفع المادي وإن كان ذلك ركنا اساسيا فيه بل يتجاوزه إالي جميع حاجات المجتمع افرادا وجماعات مادية كانت أم معنوية ام فكرية علي اوسع مدي لهذه المفاهيم ومن تحقق التكافل الإجتماعي فغن المجتمع سينعم بالإستقرار والامن الإجتماعي

عَنْ أَبِي مُوسَى , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ اقْتَسَمُوه بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُم " . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ



فعَنْ أبي كَبْشَةَ الْأَنَمْارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ، وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ، يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ، فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ الْمَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ، فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ »1 أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ.

لذلك إخوة الإيمان لأهمية هذا المبدأ فلا بد ان نعطي هذا الأمر حقه ولا بد أن نسعي في أن نكون متكافلين متعاونين في ظل تعاليم ديننا اما عن ثواب هذا هذا التكافل فإن ثوابه عظيم في الدنيا والاخرة

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad